
تعتقد السلطات البولندية أن الجثتين تعودان إلى مهاجرين حاولا عبور الحدود بطريقة غير شرعية. ويقوم المحققون حاليا بإجراء تشريح للجثتين لتحديد هوية الضحيتين وسبب الوفاة.
عثرت السلطات البولندية أمس الأربعاء، على جثتين في نهر بوج على الحدود مع بيلاروسيا. ويقوم المحققون بإجراء تشريح للجثتين لتحديد هوية الضحيتين وسبب وفاتهما. وقالت كاتارزينا جوجولينسكا من شرطة “بيالا بودلاسكا”، إن الجثتين كانتا متحللتين للغاية عند العثور عليهما.
لكن بحسب التقارير الأولية، تعتقد السلطات البولندية أن الرجلين مهاجران حاولا عبور الحدود بطريقة غير شرعية، قادمين من بيلاروسيا.
ونقلت وسائل إعلام عن السلطات البولندية قولها إن نحو 300 شخص حاولوا منذ بداية العام عبور الحدود البولندية البيلاروسية في مقاطعة لوبلين.
وأعلن حرس الحدود البولندي أن دورياته أنقذت خلال الـ24 ساعة الماضية 13 شخصا من نهر بوج، في مدينة أخرى بمقاطعة لوبلين. وقال داريوش سينيكي إن المهاجرين كانوا مواطنين من أفغانستان وسوريا وباكستان.
ومن المرجح أن يؤدي هذا الحادث الجديد على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا إلى إحياء التوترات القائمة أصلا بين وارسو ومينسك. واتهم نائب وزير الداخلية البولندي ماتشي دوشيك السلطات البيلاروسية بدفع الرجلين إلى النهر كنوع من الاستفزاز، مدعيا أن ذلك كان تكتيكا استفزازيا تستخدمه بيلاروسيا.
وخلال العامين الأخيرين، اتهمت وارسو مينسك بجذب طالبي اللجوء من دول أفريقيا والشرق الأوسط ودفعهم نحو الحدود البولندية، بهدف نشر الفوضى وزعزعة استقرار بولندا والضغط على الاتحاد الأوروبي.
وتزعم السلطات البولندية أن دفع المهاجرين إلى الحدود هو رد من جانب الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو بالتعاون مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن، على العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي والدعم الأوروبي لأوكرانيا.
وفي أواخر شهر آذار/مارس، علقت بولندا مؤقتا منح اللجوء للمهاجرين الواصلين عبر حدودها مع بيلاروسيا، وهي الخطوة التي انتقدتها على نطاق واسع جمعيات حقوق الإنسان، التي تخشى أن تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية المستمرة.
وتشتهر المنطقة الحدودية بين بولندا وبيلاروسيا بتضاريسها الخطرة وظروفها القاسية، بما في ذلك درجات الحرارة المتجمدة في الشتاء وصعوبة الحصول على الغذاء والمأوى والمساعدات.
وبنت السلطات البولندية جدارا معدنيا على طول الحدود مع بيلاروسيا، وثبتت أسلاكا شائكة بجانبه، وتستخدم كاميرات مراقبة حرارية وليلية على الحدود، مع تسيير دوريات على مدار الساعة، وكل ذلك في سبيل مواجهة الهجرة غير الشرعية.
وفي نيسان/أبريل 2024، زار فريق مهاجرنيوز الحدود البولندية البيلاروسية، وبالأخص غابة بياوفيجا، والتقى بمهاجرين عبروا الحدود ومتطوعين يحاولون تقديم الطعام والشراب لهم. وأكد المهاجرون والمتطوعون على قيام الجنود البولنديين بمصادرة ممتلكات المهاجرين وتحطيم هواتفهم، قبل دفعهم باتجاه بيلاروسيا. كما تحدث بعضهم عن عنف حرس الحدود البولنديين واستخدامهم لقنابل الغاز المسيل للدموع وغاز الفلفل والضرب.
وحتى على الجانب البيلاروسي، ذكر المهاجرون تعرضهم لعنف من قبل حرس الحدود البيلاروسي الذين يدفعون المهاجرين باتجاه الحدود، ويحصرونهم في جزء معين من الغابة يطلق عليه اسم “المنطقة المحرمة”، ولا يُسمح لهم بالعودة إلى داخل المدن البيلاروسية، ما يتركهم أمام خيار واحد وهو الاستمرار في محاولة العبور إلى بولندا في ظروف صعبة جداً.
كما التقى فريق مهاجرنيوز بالشاب السوداني عزالدين في العاصمة وارسو، والذي روى قصته على طريق الهجرة هذا، والعنف الذي تعرض له أثناء محاولاته المتكررة لعبور الحدود من بيلاروسيا إلى بولندا.